أوراق من دفتري الخاص

لدي دفتر خاص..لا أخبئه تحت وسادتي..
ولا أحتفظ به في صندوقي السري..
لكنني أحمله معي في ذاكرتي..
وأتصفحه كلما شدّني الحنين الى تلك الذاكرة..


كتبت ذات يوم عن تجربتي في الحب...
و أخبرتكم كيف كانت حكايتي مؤلمة مميتة...
قاسيه ً... مدميه...
و أعلنتُ أمامَ الجميع ...
بأنني قد نكّست أعلامَ الحب...
و اعتزلت الغرامَ للأبد...
أخبرتكم ما فعلَ الحب بأيامي...
كيف كسر ضلعَ أحلامي..
و بترَ فرحي و ضحكاتي....
و كيف نشرَ الظلام على مفترقاتِ الطـُرُق ِ في حياتي...
كيف محا النورَ و أذاب خيوط شمعاتي....



مرت أيام و شهور ....
و تبلدت سمائي بالغمامات السود...
و تضخم صوت الرعد معلنا ً الغيث المجيد..
أ ُغلـِقت النوافذُ و الأبواب..
واختبئَ البشرُ من الطرقات...
بينما أنا...
خـَرجت سائرة ً أتعقب صوت الإمطار...
علي أ ُطـَهـّرُ قلبي من حزن الأيام...
و بقيت سائرة بلا خوف....
كان يتملكني إحساسٌ بالأمان....
إحساسٌ بأنني سأرى من يـُعيد إليّ سـَـلبَ الأيام..
سِرتُ و أنا اعدم أفكاري التي خانتني...
أفكاري التي سمحت لي أن أفكر بوما بالانتحار...
من أجل حب ذهب بلا وداع...
و من بعيد...
سطع نور ملأ الأرجاء..
و أزال بقوته حزن الظلام...
و بصوت مليء ٍ بالحنان...
نـــــــــادى ...
أنا هنا لأجلك يا ملاكي...
أنا الحب الذي يستحقك فلا تخافي...



حب ٌ جديد... من نوع ٍ فريد...
لشخص ٍ عزيز... لم أجد لمثله ِ مثيل...
فمن من بعد حزني َ العميق...
أعود عاشقة ً من الصميم...
لإنسان قدمَ لي َ روحه ُ برخيص...
لــقــــــد...
أعدت بناء مملكتي..
و أحييتَ روح مدينتي..
عششت في جدرانها الحب...
و أجريت في طرقاتها لبن الحلم الجميل...
أنرت قمري...
و دفنت حزني....
مسحت دموعي...
و ضمدت جراحي ...
أمسكت بيدي...
و أعظمت في انتشالي...
كلماتي قليلة....
بسيطة...
لوصف عظيم مثلك...
صدقني...
لأول مرة يعتذر قلمي عن الكتابة...
فما رآه منك..
جعله عاجزا ً عن وصفك...
لا أدري ماذا أسميك..
لا أدري ماذا أناديك...
فكل شي تجاهك قليل..
كلماتي خجلة..
وسطوري محرجة...
فهي لم تعبر بما يكفي...
حتى عن القليل من تضحياتك...



صنع حبك في قلبي جبلا لا تهزه رياح...
و لا تحطمه عواصف...
حبك هو الذي حررني...
من قسوة الدنيا..
و لؤم الناس..
هو من أعاد ليَ الثقة من جديد..
و النور البعيد...
ماذا أكتبك عنك سيدي...
أنت من أمسكت بيدي نحو النسيان...
و نحو النوم تحت أضواء الفرح..
و الجري إلى أبعد حدود الضحك والمرح...
شكرا ً...
ثم شكرا ً...
ثم شكرا ً...
لكل ما قدمته لي..
فأنت السيمفونية الرائعة..
التي عزفتها الحياة لي...
فشكرا جزيلا ً لك...



< اعتــذار >
خانتني كلماتي..
فلم أوفك حقك بالشكر...
ولكن كل كلمة كتبتها...
هي من صميم القلب...
تقبل كلماتي...
يا ملهم كلماتي....